ما هو موقف النجاشي من هدايا قريش، وصل وفد قريش إلى الحبشة، وهناك وبشيء من الحنكة والذكاء لم يدخل عمرو بن العاص على النجاشي مباشرة، بل ذهب أولاً إلى بطارقته، وإلى رجال الدين والوزراء وكبار القوم، والذين يجلسون عادة في مجلس النجاشي يشيرون عليه بالرأي، ذهب إليهم وقد ملأ أيديهم جميعًا بالهدايا العظيمة، ثم بدأ يطرح عليهم طلبه مرفقًا به حجته الدامغة؛ وذلك بهدف الوقوف معه ضد المسلمين أمام النجاشي.

ما هو موقف النجاشي من هدايا قريش

نجح عمرو بن العاص في هذه المهمة خير نجاح، وقبلوا منه جميعًا الهدايا، وسمعوا لرأيه واقتنعوا بفكرته، وبذلك يكون قد مهَّد الطريق تمامًا للحوار مع النجاشي بالهدايا العظيمة وأهداها إليه، وقبلها منه النجاشي، وبعد أن اطمأنَّ عمرو بن العاص إلى وجود جميع البطارقة والوزراء معه، بدأ يعرض أمره ومهمته عليه، وكان ينتقي كلماته بدقة شديدة وبحكمة عظيمة، فقال: “أيها الملك، إنه قد ضوى إلى بلدك غلمان سفهاء.

موقف النجاشي من هدايا قريش

عمرو بن العاص قد تكلم فأحسن الكلام، وأوجز فأحسن الطلب، وقد ضمّن كلامه حججًا وأدلة منطقية وقوية، وهي في الوقت ذاته لا تكاد تخلو من أدب جم وخلق رفيع، والمطلوب فيها واضحٌ وهو ردُّ المسلمين إلى مكة.

أنه رئيس الوفد والممثل الرسمي له، ولا شك أنه قد التقى قبل ذلك بالنجاشي، وتحدث معه وأَلِف حواره.
أنه كان خطيبًا مفوهًا، ويتميز ببلاغة وفصاحة عظيمة وطلاقة لسان رائعة.
أنه كان من أشرف أشراف الوفد؛ فهو هاشمي قرشي، وهم بذلك يبطلون قول عمرو بن العاص: إنه قد ضوى إلى بلدك غلمان سفهاء.